واختلفوا في باب آخر وهو اختلافهم في أسماء الله ومديحه وأخباره هل يجوز في ذلك النسخ أم لا؟
١ - فأجاز ذلك طوائف من أهل الأثر فزعموا أن ما تأخر تنزيله ناسخ لما تقدم نزوله وأن المدني ناسخ للمكي خبراً كان أو مدحاً من مديح الله -عز وجل-.
٢ - وأنكره أكثر الناس وقالوا: لا يجوز النسخ في أخبار الله -عز وجل- ومديحه وأسمائه والثناء عليه.
٣ - وقد شذ شاذون من الروافض عن جملة المسلمين فزعموا أن نسخ القرآن إلى الأئمة وأن الله جعل لهم نسخ القرآن وتبديله وأوجب على الناس القبول منهم.
وهؤلاء الذين ذكرنا قولهم طبقتان:
١ - منهم من يزعم أن ذلك ليس على معنى أن الله يبدو له البدوات.
٢ - وقالت الفرقة الأخرى منهم: إن الله لا يعلم ما يكون حتى يكون فينسخ عند علمه بما يحدث من خلقه وفيهم مما لم يكن يعلمه ما يشاء من حكمه قبل ذلك فتحول حكمه في الناسخ والمنسوخ على قدر علمه بما يحدث في عباده فكلما علم شيئاً كان لا يعلمه قبل ذلك بدا له فيه حكم لم يكن له ولا علمه قبل ذلك تعالى الله عما قالوه علواً كبيراً!!
تم الكتاب بحمد الله وعونه وصلاته وأزكى تسليمه على سيدنا محمد نبيه وعبده وعلى آله وصحبه.