١ - فقال واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد: المحكمات ما أعلم الله - سبحانه - من عقابه للفساق كقوله:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً}[النساء: ٩٣] وما أشبه ذلك من آي الوعيد وقوله: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}[آل عمران: ٧] يقول: أخفى الله عن العباد عقابه عليها ولم يبين أنه يعذب عليها كما بين في المحكم منه.
٢ - وقال أبو بكر الأصم: محكمات يعني حججاً واضحة لا حاجة لمن يتعمد إلى طلب معانيها كنحو ما أخبر الله - سبحانه - عن الأمم التي مضت ممن عاقبها وما يثبت عقابها وكنحو ما أخبر عن مشركي العرب أنه خلقهم من النطفة وأنه أخرج لهم من الماء فاكهة وأباً١ وما أشبه ذلك فهذا محكم كله فقال: قال الله - سبحانه -: {آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ}[آل عمران: ٧] أي الأصل الذي لو فكرتم فيه عرفتم أن كل شيء جاءكم به محمد صلى الله عليه وسلم حق من عند الله - سبحانه - {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}[آل عمران: ٧] وهو كنحو ما أنزل الله من أنه يبعث الأموات ويأتي بالساعة وينتقم ممن عصاه أو ترك آية أو نسخها مما لا يدركونه إلا شبهة حتى يكون منهم النظر فيعلمون أن لله أن يعذبهم متى شاء وينقلهم إلى ما شاء.
١ فاكهة وأبا: العبارة مقتبسة من الآية الحادية والثلاثين من سورة عبس حيث جاء فيها: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَائِقَ غُلْباً وَفَاكِهَةً وَأَبّاً مَتَاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} [عبس: ٢٧ - ٣٢].