٢٣٨ - اختلافهم في الكريم: أهو من صفات الذات أم من صفات الفعل؟
واختلف البغداديون في القول: إن الله كريم هل هو من صفات الذات أو من صفات الفعل؟.
١ - فقال عيسى الصوفي: الوصف لله بأنه كريم من صفات الفعل والكرم هو الجود.
وكان إذا قيل له: فتقول: إن القديم لم يزل غير كريم؟ قال: هذا لا يلزمني كما لا يلزمني إذا كان الإحسان والعدل من صفات الفعل أن أقول: لم يزل البارئ غير صادق ولا عادل ولا محسن لأن ذلك يوهم الذم فكذلك وإن كان الكرم فعلاً فإني لا أقول أن الله لم يزل غير كريم.
٢ - وكان الإسكافي يقول: كريم يحتمل وجهين: أحدهما صفة فعل إذا كان الكرم بمعنى الجود والآخر صفة نفس إذا أريد به الرفيع العالي على الأشياء بنفسه.
وحجته في ذلك أنه يقال: أرض كريمة يراد بذلك أي هي أرفع الأرضين ويقال: فرس رافع كريم.
٣ - وكان الجبائي يقول: كريم بمعنى عزيز من صفات الله لذاته وكريم بمعنى أنه جواد معط من صفات الفعل.
وكان إذا قيل له: إذا قلت أن الإحسان فعل فقل أن الله - سبحانه - لم يزل غير محسن! قال: أقول غير محسن ولا مسيء حتى يزول الإيهام ولم يزل