واختلفوا أيضاً في باب آخر: هل يعلم الشيء من غير أن يلابسه أم لا؟
١ - فقال هشام بن الحكم الرافضي: أن الله - سبحانه - علم ما تحت الأرض بالشعاع المتصل الذاهب في عمق الأرض ولولا ملابسته لما هناك بشعاعه ما دري ما هناك.
٢ - وقال قائلون: أن الله يعلم الأشياء على المماسة وقد يعلم ما لا يماسه.
٣ - وحكي عن هشام بن الحكم أنه قال أن العلم صفة لله وليس هي هو ولا غيره ولا بعضه وأنه لا يجوز أن يقال له محدث ولا يقال له قديم لأن الصفة لا توصف عنده وكذلك قوله في سائر صفاته من القدرة والإرادة والحياة وسائر ذلك أنها لا هي الله ولا هي غيره ولا هي قديمة ولا محدثة.
٤ - وقال الجهم: أن علم الله محدث هو أحدثه فعلم به وأنه غير الله وقد يجوز عنده أن يكون الله -عز وجل- عالماً بالأشياء كلها قبل وجودها بعلم محدث بها.
وحكي عن الجهم خلاف هذا وأنه كان لا يقول أن الله يعلم الأشياء قبل أن تكون لأنها قبل أن تكون ليست بأشياء فتعلم أو تجهل وألزمه مخالفوه أن لله - سبحانه - علماً محدثاً.