واختلف الذين قالوا:"إن الله هدى الكافرين بأن بين لهم ودلهم" و "إن هذا هو الهدى العام"، في الهدى الذي يفعله بالمؤمنين دون الكافرين على مقالتين:
١ - فقال قائلون: قد نقول أن الله هدى المؤمنين بأن سماهم مهتدين وحكم لهم بذلك وقالوا: ما يزيد الله المؤمنين بإيمانهم من الفوائد والألطاف هو هدى كما قال: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً}[محمد: ١٧].
٢ - وقال قائلون: لا نقول أن الله هدى بأن سمى وحكم ولكن نقول هدى الخلق أجمعين بأن دلهم وبين لهم وأنه هدى المؤمنين بما يزيدهم من ألطافه وذلك ثواب يفعله بهم في الدنيا وأنه يهديهم في الآخرة إلى الجنة وذلك ثواب من الله - سبحانه! - لهم كما قال:{يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}[يونس: ٩] هذا قول الجبائي.
وزعم إبراهيم النظام أنه قد يجوز أن يسمى طاعة المؤمنين وإيمانهم بالهدى وبأنه هدى الله فيقال:"هذا هدى الله" أي دينه.