للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٧٢ - هل يقدر على خلق لطيفة لمن علم أنه لا يؤمن لكي يؤمن؟

واختلفوا: هل يوصف البارئ بالقدرة على لطيفة لو فعلها بمن علم أنه لا يؤمن لآمن؟

١ - فقال أهل الإثبات جميعاً وبشر بن المعتمر وجعفر بن حرب: إن الله - سبحانه - يقدر على لطيفة لو فعلها بمن علم أنه لا يؤمن لآمن غير أن جعفر بن حرب كان يقول: إنه إن فعلها بمن علم أنه لا يؤمن لم يكو يستحق من الثواب على الإيمان ما يستحقه إذا لم يفعلها به فعرضه الله - سبحانه - بأن لم يفعل ذلك به للمنزلة السنية والأصلح لهم ما فعله الله - سبحانه - بهم ولم يكن بشر يقول: إن الله - سبحانه - لو فعل اللطيفة لم يكن الذي فعل به يستحق من الثواب دون ما يستحق إذا لم يفعلها به ثم رجع جعفر بن حرب عن القول باللطف بعد ذلك فيما حكي عنه.

٢ - وقال بشر: إن ما يقدر الله عليه من اللطف لا غاية له ولا نهاية وعند الله من اللطف ما هو أصلح مما فعل ولم يفعله ولو فعله بالخلق آمنوا طوعاً لا كرهاً وقد فعل بهم لطفاً يقدرون به على ما كلفهم.

٣ - وقالت المعتزلة كلها غير بشر بن المعتمر: إنه لا لطف عند الله لو فعله بمن لا يؤمن لآمن ولو كان عنده لطف لو فعله بالكفار لآمنوا ثم لم يفعل بهم ذلك لم يكن مريداً لمنفعتهم فلم يصفوا ربهم بالقدرة على ذلك تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

٤ - وقال أكثر هؤلاء في جواب من سألهم: "هل يوصف البارئ أنه قادر على أصلح مما فعله عباده؟ " إن أردتم أن الله - سبحانه - يقدر على أمثال الذي هو أصلح مما فعله بعباده فالله يقدر من أمثاله على ما لا غاية له ولا نهاية وإن أردتم يقدر على شيء أصلح من هذا قد ادخره عن عباده مع علمه بحاجتهم إليه في إدراك ما كلفم فإن أصلح الأشياء هو الغاية ولا شيء يتوهم وراء الغاية فيقدر عليه أو يعجز عنه لأن ما فعله بهم فهو غاية الصلاح.

وهذا - زعموا - كقول من قال: يقدر الله - سبحانه - أن يخلق صغيراً أصغر من الجزء الذي لا يتجزأ.

وأجابوا أيضاً بجواب آخر: وهو أنه لا شيء فعله الله - سبحانه - بعبد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>