غير عادل ولا جائر ولم يزل غير صادق ولا كاذب وكذلك لم يزل غير حليم ولا سفيه وكذلك يقول: لم يزل لا خالق ولا رازق.
٤ - والمعتزلة كلها إلا عباداً يقولون: إن الوصف لله بأنه رحمان وأنه رحيم من صفات الفعل.
وكان عباد يقول: لم يزل الله رحماناً.
٥ - وكان حسين النجار يزعم أن الله لم يزل جواداً بنفي البخل عنه لا على أنه أثبت جوداً.
٦ - وكافة المعتزلة يقولون: إن الوصف لله بأنه حليم جواد كريم محسن صادق خالق رازق من صفات الفعل.
والبغداديون يقولون: إن الوصف لله بأنه حليم معناه أنه ناه عن السفه كاره له.
٧ - وكثير من البغداديين يعبرون في الصفات وفي معنى القول: إن الله عالم قادر بعبارة وكذلك قول النظام.
٨ - وفي البغداديين من يقول: لله علم بمعنى أنه عالم وله قدرة بمعنى أنه قادر ولا يقولن له حياة بمعنى أنه حي وله سمع بمعنى أنه سميع لأن الله - سبحانه - أطلق العلم والقوة ولم يطلق الحياة والسمع.
٩ - ومنهم من يقول: لله علم بمعنى معلوم كما قال: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ}[البقرة: ٢٥٥] أي من معلومه وله قدرة بمعنى مقدور كما يقول المسلمون إذا رأوا المطر: هذه قدرة الله بمعنى مقدوره.
والمعتزلة تفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال بأن صفات الذات لا يجوز أن يوصف البارئ بأضدادها ولا بالقدرة على أضدادها كالقول عالم لا يوصف بالجهل ولا بالقدرة على أن يجهل وصفات الأفعال يجوز أن يوصف البارئ - سبحانه - بأضدادها وبالقدرة على أضدادها كالإرادة يوصف البارئ بضدها من الكراهة وبالقدرة على أن يكره وكذلك الحب يوصف البارئ بضده من البغض وكذلك الرضى والسخط والأمر والنهي والصدق قد يوصف البارئ بالقدرة على ضده من الكذب وإن لم يوصف بالكذب وقد يوصف بالمتضاد من كلامه كالأمر والنهي وكل اسم اشتق للبارئ من فعله كالقول متفضل منعم محسن خالق رازق عادل جراد وما أشبه ذلك فهو من صفات الفعل وكذلك كل اسم اشتق للبارئ من فعل غيره كالقول معبود من العبادة وكالقول مدعو من دعاه