للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيره إياه فليس من صفات الذات وكل ما جاز أن يرغب إلى البارئ فيه ليس من صفات الذات.

وقالت المعتزلة بأسرها: أن الوصف لله - سبحانه - بأنه مريد من صفات الفعل إلا بشر بن المعتمر فإنه زعم أن الله لم يزل مريداً لطاعته دون معصيته.

وزعم جماعة من البغداديين من المعتزلة أن الوصف لله بأنه مريد قد يكون بمعنى أنه كون الشيء والإرادة لتكوين الشيء هي الشيء وقد يكون الوصف لله بأنه مريد للشيء بمعنى أنه أمر بالشيء كنحو الوصف له بأنه مريد بمعنى أنه حاكم بالشيء مخبر عنه وكنحو إرادته الساعة أن تقوم القيامة في وقتها ومعنى ذلك أنه حاكم بذلك مخبر عنه وهذا قول إبراهيم النظام.

وقال أبو الهذيل: إرادة الله - سبحانه - لكون الشيء هي غير الشيء المكون وهي توجد لا في مكان وإرادته للإيمان غيره وغير الأمر به وهي مخلوقة ولم يجعل الإرادة أمراً ولا حكماً ولا خبراً.

وإلى هذا القول كان يذهب محمد بن عبد الوهاب الجبائي إلا أن أبا الهذيل كان يزعم أن الإرادة لتكوين الشيء والقول له: كن خلق للشيء.

وكان الجبائي يقول: إن الإرادة لتكوين الشيء هي غيره وليست بخلق له ولا جائز أن يقول الله - سبحانه - للشيء كن وكان يزعم أن الخلق هو المخلوق.

وكان أبو الهذيل لا يثبت الخلق مخلوقاً.

وكان بشر بن المعتمر يقول: خلق الشيء غيره ويجعل الإرادة خلقاً له وينكر قول أبي الهذيل: إن الخلق إرادة وقول وكان ينكر القول.

وكان أبو الهذيل يقول: إن الخلق الذي هو إرادة وقول لا يقال أنه مخلوق إلا على المجاز وخلق الله - سبحانه - للشيء مؤلفاً الذي هو تأليف وخلقه للشيء ملوناً الذي هو لون وخلقه للشيء طويلاً الذي هو طول مخلوق في الحقيقة.

وكان أبو موسى الدردار يقول: خلق الشيء غيره وهو مخلوق لا بخلق.

وحكى زرقان أن بشر بن المعتمر قال: خلق الشيء غيره وهو قبله وأن معمراً قال: خلق الشيء غيره وهو قبله وللخلق خلق إلى ما لا نهاية له وهي كلها معاً وأن هشام بن الحكم قال: خلق الشيء صفة له لا هو هو ولا غيره.

وقال الفوطي: ابتداء ما يجوز أن يعاد غيره وابتداء ما لا يجوز أن يعاد هو هو.

<<  <  ج: ص:  >  >>