وكان ينكر قول من قال: إن لله -عز وجل- وجهاً وينكر القول وجه الله ونفس الله وينكر القول ذات الله وينكر أن يكون الله ذا عين وأن يكون له يدان هما يداه.
وكان يقول: إن الله غير لا كالأغيار ولا يقول إنه معنى.
وكان إذا قيل له: تقول: إن الله عالم قادر حي سميع بصير عزيز عظيم جليل في حقيقة القياس؟ أنكر ذلك ولم يقله.
وكان لا يقول: أن البارئ قبل الأشياء ولا يقول: إنه أول الأشياء ولا يقول أن الأشياء كانت بعده.
وكان لا يقول: أن الله لطيف وحكى لي حاك أنه كان يطلق ذلك مقيداً فيقول لطيف بعباده.
وكان إذا قيل له: أتقول: إن لله علماً؟ قال: خطأ أن يقال: له علم وأنه ذو علم وأنه عالم بعلم فإذا قيل له: تقول: إنه لا علم لله؟ قال: خطأ أن يقال: لا علم له وكذلك في سائر ما سمي به البارئ.
وكان يقول: إن القديم لم يزل في حقيقة القياس لأن ما لم يزل فقديم والقديم لم يزل وليس يقال في حقيقة القياس لأن هذا يوجب أنه لا عالم قادر إلا هو.
وكان لا يقول: إن الله لم يزل سميعاً بصيراً ولا يقول: لم يزل السميع البصير ويقول: إن الله السميع البصير لم يزل ويقول: إن الله سميع بصير لم يزل.
وكان إذا سئل عن معنى القول: إن الله عالم قال: إثبات اسم لله - سبحانه - ومعه علم بمعلوم والقول: قادر إثبات اسم لله - سبحانه - ومعه على بمقدور والقول: سميع إثبات اسم لله ومعه علم بمسموع والقول: بصير إثبات اسم لله - سبحانه - ومعه علم بمبصر.
وكان لا يقول: إن له سمعاً, ولا يقول: إنه ذو سمع قديم ولا أنه ذو سمع محدث وكذلك جوابه إذا سئل عن القول: بصير ومعنى القول: حي إثبات اسم لله عنده ومعنى القول في الله: إنه قديم أنه لم يزل.
وكان يقول: معنى حي معنى قادر ولا معنى عالم معنى قادر ولا يقول: معنى سميع بصير معنى عالم بالمسموعات والمبصرات كما يقول ذلك البغداديون.