وإنه محدث كان بعد أن لم يكن وبالله كان وهو الذي أحدثه وامتنعوا من إطلاق القول بأنه مخلوق أو غير مخلوق.
٥ - وقال زهير الأثري: إن القرآن كلام الله محدث غير مخلوق وأنه يوجد في أماكن كثيرة في وقت واحد.
٦ - وبلغني عن بعض المتفقهة أنه كان يقول: إن الله لم يزل متكلماً بمعنى أنه لم يزل قادراً على الكلام ويقول أن كلام الله محدث غير مخلوق وهذا قول داود الأصبهاني.
٧ - وقال أبو معاذ التومني: القرآن كلام الله وهو حدث وليس بمحدث وفعل وليس لمفعول وامتنع أن يزعم أنه خلق ويقول ليس بخلق ولا مخلوق وأنه قائم بالله ومحال أن يتكلم الله - سبحانه - بكلام قائم بغيره كما يستحيل أن يتحرك بحركة قائمة بغيره.
وكذلك يقول في إرادة الله ومحبته وبغضه: إن ذلك أجمع قائم بالله.
وكان يقول أن بعض القرآن أمر وهو الإرادة من الله - سبحانه - للإيمان لأن معنى أن الله أراد الإيمان هو أنه أمر به.
٨ - وحكى زرقان عن معمر أنه قال: إن الله - سبحانه - خلق الجوهر والأعراض التي هي فيه هي فعل الجوهر وإنما هي فعل الطبيعة فالقرآن فعل الجوهر الذي هو فيه بطبعه فهو لا خالق ولا مخلوق وهو محدث للشيء الذي هو حال فيه بطبعه.
٩ - وحكي عن ثمامة بن أشرس النميري أنه قال: يجوز أن يكون من الطبيعة ويجوز أن يكون الله - سبحانه - يبتدئه فإن كان الله - سبحانه - ابتدأه فهو مخلوق وإن كان فعل الطبيعة فهو لا خالق ولا مخلوق.
وهذا قول عبد الله بن كلاب:
١٠ - قال عبد الله بن كلاب: إن الله - سبحانه - لم يزل متكلماً وأن كلام الله - سبحانه - صفة له قائمة به وأنه قديم بكلامه وأن كلامه قائم به كما أن العلم قائم به والقدرة قائمة به وهو قديم بعلمه وقدرته وأن الكلام ليس بحروف ولا صوت ولا ينقسم ولا يتجزأ ولا يتبعض ولا يتغاير وأنه معنى واحد بالله -عز وجل- وأن الرسم هو الحروف المتغايرة وهو قراءة القرآن وأنه خطأ أن يقال: كلام الله هو هو أو بعضه أو غيره وأن العبارات عن كلام الله - سبحانه - تختلف وتتغاير وكلام الله - سبحانه - ليس