النوء الْعَرَب سُقُوط نجم من نُجُوم الْمنَازل الثَّمَانِية وَالْعِشْرين؛ وَهُوَ مغيبها بالغرب مَعَ طُلُوع الْفجْر وطلوع مُقَابِله بالمشرق. وَعِنْدهم أَنه لَا بُد أَن يكون مَعَ أَكْثَرهَا نوء من مطر، أَو ريَاح عواصف، وَشبههَا؛ فَمنهمْ من يَجعله لذَلِك السَّاقِط، وَمِنْهُم من يَجعله للطالع، لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي ناء أَي نقص؛ فينسبون الْمَطَر إِلَيْهِ؛ وَجَاء الشَّرْع بِالنَّهْي عَن اعْتِقَاد ذَلِك ثمَّ أنشدنا القَاضِي من نظمه: يَا أَيهَا الرَّاكِب المزجي ركائبه ... يحثها السّير بَين القار والأكم أبلغ بسبتة أَقْوَامًا ودونهم ... عرض الفلا وذميل الأنيق الرَّسْم ولج ذِي ثبج طام كَأَن بِهِ ... أَعْلَام لبنان أَو كُثْبَان ذِي سلم ألوكة من غَرِيب دَاره قدم ... مرماه لَا صدد مِنْهُم وَلَا أُمَم إِنِّي بأندلس آوى إِلَى كنف ... للمجد رحب وظل للعلى عمم وَإِن غرناطة الغرا حللت بهَا ... فصرت من ريب هَذَا الدَّهْر فِي حرم لَيست لأخرى فَلَا ربع بهَا وجبا ... رَهْط واخفر مَا للمجد من ذمم وأنكرتني مغانيها وَمَا عرفت ... إِلَّا بقومي فِي أيامنا الْقدَم لَوْلَا الْمغرب من آل النَّبِي بهَا ... وَهن مَا بَين من طيب وَمن كرم وفتية من بني الزهراء قد كرموا ... لَهُم أوَامِر من ود وَمن رحم لَقلت لَا جادها صوب الحيا أبدا ... إِلَّا بناقع سم أَو عبيط دم ليسفحن عَلَيْهَا الدمع من جزع ... يَوْمًا وَلَا أقرّ عَن السن من نَدم مَا ضرني أَن نبابى أَو بِنَا وطني ... مِنْهَا ولي شرف الْبَطْحَاء وَالْحرم وَمن الْجُزْء المحتوي على طَائِفَة من شعره، الَّذِي وسمه ب جهد الْمقل، قَوْله: ظَفرت بلثمها فَبَدَا احمرار ... بوجنتها يزِيد الْقلب وجدا فاغراها بِي الواشي فظلت ... تلوم وَلم أكن مِمَّن تعدا فَمَا كَانَت سوى قبل فَفِيهَا ... جَنِين أقاحياً وغرسن وردا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute