وعده، وَلِهَذَا الْأَمر مَا بعده، وَتلك أَسبَاب ظَاهِرَة بادية، تدل على أُمُور باطنة خافية، دليلها قَائِم، وغيبها عاتم؛ وعد الله الَّذين آمنُوا مِنْكُم وَعمِلُوا الصَّالِحَات ليَستَخْلِفنهم فِي الأَرْض كَمَا اسْتخْلف الَّذين من قبلهم الْآيَة؛ وَلَيْسَ فِي تَصْدِيق مَا وعد الله ارتياب، وَلكُل نبأ مُسْتَقر وَلكُل أجل كتاب {فاحمدوا الله، أَيهَا النَّاس، على آلائه، واسألوا الْمَزِيد من نعمائه} فقد أَصْبَحْتُم بَين خلَافَة أَمِير الْمُؤمنِينَ أيده الله بالعظمة والسداد، وألهمه محَاضِر التَّوْفِيق إِلَى سَبِيل الرشاد {أحسن النَّاس حَالا، وأنعمهم بَالا، وأعزهم قرارا، وأمنعم دَارا، وأكثفهم جمعا، وأجلهم صنعا، لَا تهاجون وَلَا تواذون، وَأَنْتُم بِحَمْد الله على أعدائكم ظاهرون. فاستعينوا على صَلَاح أحوالكم، بِالنَّصِيحَةِ لإمامكم، والتزام الطَّاعَة لخليفتكم، فَإِن من نزع يدا من الطَّاعَة، وسعى فِي فرقة الْجَمَاعَة، ومرق من الدّين، فقد " خسر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ذَلِك هُوَ الخسران الْمُبين ". وَقد علمْتُم أَن فِي التَّعَلُّق بعصمتها، والتمسك بعروتها، حفظ الْأَمْوَال وحقن الدِّمَاء، وَصَلَاح الْخَاصَّة والدهماء، وَأَن بقوام الطَّاعَة تُقَام الْحُدُود، وَتوفى العهود، وَبهَا وصلت الْأَرْحَام، وَصحت الْأَحْكَام، وَبهَا سد الله الْخلَل، وآمن السبل، ووطأ الأكناف، وَرفع الِاخْتِلَاف، وَبهَا طَابَ لكم الْقَرار، واطمأنت بكم الدَّار؛ فَاعْتَصمُوا بِمَا أَمركُم الله بِلَا اعتصام بِهِ؛ فَإِنَّهُ تبَارك وَتَعَالَى} يَقُول: " أطِيعُوا الله وَأَطيعُوا الرَّسُول وأولي الْأَمر مِنْكُم " الْآيَة وَقد علمْتُم معشر الْمُسلمين {مَا أحَاط بكم فِي جزيرتكم هَذِه من ضروب الْمُشْركين وصنوف الْمُلْحِدِينَ، الساعين فِي شقّ عصاكم، وتفريق ملتكم، الآخذين فِي مخاذلة دينكُمْ، وهتك حريمكم، وتوهين دَعْوَة نَبِيكُم صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ وعَلى جَمِيع النَّبِيين وَالْمُرْسلِينَ} أَقُول هَذَا، وأختمه بِالْحَمْد لله رب الْعَالمين {وَأَسْتَغْفِر الله الغفور الرَّحِيم: فَهُوَ خير الغافرين} فَخرج النَّاس يتحدثون عَن مقَام مُنْذر، وثبات جنانه، وبلاغة مَنْطِقه. علمْتُم معشر الْمُسلمين {مَا أحَاط بكم فِي جزيرتكم هَذِه من ضروب الْمُشْركين وصنوف الْمُلْحِدِينَ، الساعين فِي شقّ عصاكم، وتفريق ملتكم، الآخذين فِي مخاذلة دينكُمْ، وهتك حريمكم، وتوهين دَعْوَة نَبِيكُم صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ وعَلى جَمِيع النَّبِيين وَالْمُرْسلِينَ} أَقُول هَذَا، وأختمه بِالْحَمْد لله رب الْعَالمين {وَأَسْتَغْفِر الله الغفور الرَّحِيم: فَهُوَ خير الغافرين} فَخرج النَّاس يتحدثون عَن مقَام مُنْذر، وثبات جنانه، وبلاغة مَنْطِقه. وَكَانَ الْخَلِيفَة النَّاصِر لدين الله أَشَّدهم تَعَجبا مِنْهُ، فَأقبل على وَلَده الْأَمِير الحكم يسائله عَنهُ، وَلم يكن يثبت معرفَة عينه، وَقد سمع باسمه. فَقَالَ لَهُ الحكم: هُوَ مُنْذر بن سعيد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute