للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

انتقاص الحرمات وخرق التقاليد النافعة، فإن الأصل في ابتداعها كان لتحقيق نفع أكبر وغرض أسمى. على أن القرآن لم يهاجم هذه البدعة إلا بعد أن قامت الدولة الإسلامية وأصبح هناك سلطان يردع الظالم ويكف يد المعتدي، وأصبح المجتمع يتجه إلى مثل أخرى غير المثل الجاهلية، ولم تعد هناك ضرورة لاستمرار بدعة تغير من أشهر الحج.

وعلى كل حال فإن تقليد الأشهر الحرم كان تقليدًا خطيرًا له أثر كبير في حياة العرب الاجتماعية على تعدد وجوهها، وفيه دلالة كافية على قوة عقول الذين أنشئوها وسعة نفوذهم, وفيه دليل كذلك على نهضة قومية وفكرية أخذت تباشيرها تبدو في الجزيرة العربية بعد الأحداث الجسيمة التي مرت بها، وكان لمنطقة مكة ولقريش بوجه خاص الدور الأول، الأمر الذي هيأها لمركز الرياسة والذي هيأها فيما بعد للقيام بالدور الأول فيما جاء به الإسلام من نهضة عربية شاملة.

<<  <   >  >>