كانت ناحية الشام وهذه الجهات الشمالية متجه أنظار النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن أمن الجنوب بعهده مع قريش، وبإسلام باذان عامل الفرس على اليمن، وقد استطاع النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد غزوة خيبر وإخضاع يهود وادي القرى وتيماء أن يمد نفوذه نحو الشمال، وكان يرى أن هذه الجهة المتاخمة لحدود دولته هي المنفذ الطبيعي لانتشار الدعوة إلى الإسلام إذا أريد خروجها عن حدود الجزيرة العربية، فالارتباط بين هذه الجهة والجزيرة العربية ارتباط طبيعي وقديم، وبها من العرب ما يقتضي توحيد العرب جميعًا ضمهم إلى الدولة العربية, إدخالهم في نطاقها، والغساسنة أمراء العرب وإن كانوا قد قاتلوا في صفوف