وهم أبناء القبيلة الأصليون، أي كل من ينتمي إلى قريش، وهو فهر بن مالك؛ فإن البطون القرشية التي نزلت مكة كلها تنتمي إليه، ومن مجموعها تكونت القبيلة التي عرفت بهذا الاسم -قريش-. وقد جعل القرشيون من أنفسهم أصل المجتمع المكي، وكل مَن عداهم من العرب الأحرار انضم إليهم عن طريق التبعية بالحلف أو بالجوار، فهم أصل المجتمع في مكة ومن عداهم من باقي السكان إما موالٍ لهم أو عبيد، وكان أبناء قريش يتمتعون بكل ما نظمه قانون العرف القبلي من حقوق كما كان عليهم كل ما فرضه من واجبات، على أساس من التضامن التام بين الفرد والجماعة في ظل رابطة الدم المشترك. وقد تميزت قبيلة قريش إلى قسمين رئيسيين حسب مساكنها في مكة: فالقسم الذي سكن الوادي بجوار البيت الحرام عرف بقريش البطاح، والقسم الذي سكن على أطراف مكة عرف بقريش الظواهر، وقد كانت قريش البطاح أكثر حضارة من قريش الظواهر التي عاشت شبه متبدية؛ ولذلك استأثرت قريش البطاح بشئون الحكم والرياسة، ووزعت المناصب الدينية والإدارية بين بطونها، ومن ثم فقد