وسكان يثرب -كما قدمنا- كانوا من اليهود والعرب. واليهود أقدم عهدًا بها، وقد انفردوا بشئونها فترة من الزمن، ولم يكن يساكنهم إلا بطون عربية صغيرة لم تكن على جانب من القوة فعاشت موالي لليهود، وكان اليهود في هذه الفترة هم أصحاب الثروة والنفوذ، وكانوا عدة قبائل وبطون انتشرت في منطقة يثرب. ثم قدم عليهم الأوس والخزرج، فساكنوهم وحالفوهم، ثم ما لبثوا أن تغلبوا عليهم ونقلوا السلطة إلى أيديهم، ولكنهم ما كادوا يتغلبون على اليهود حتى دخلوا في دور من الصراع بينهم صراعًا شارك فيه كل سكان يثرب.
ونحن إذا أردنا أن ندرس العلاقة بين السكان في المدينة؛ فإنه يجب علينا أن ننظر إليها من خلال هذه الفترات الثلاث؛ فتتحدث عن: العلاقات بين اليهود أنفسهم، ثم بينهم وبين الأوس والخزرج، ثم العلاقات بين الأوس والخزرج.