للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهكذا نرى النبي في كل هذه السنين لم يتجاوز الهدف الذي رسمه وهو الدفاع عن دولته، وضمان الأمن لها مع تغليب كلمة التقوى أو كلمة السلم، والسلم هو المثل الإسلامي الذي يتردد إلى اليوم على الألسنة في التحية عند المسلمين: السلام عليكم؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لم يرد أن يفرض الدين بالحرب والإكراه في الدين، إذ الإكراه والاضطهاد من الأمور التي تثير التعصب في نفوس المضطهدين. ومع ذلك فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- حرض على الجهاد، ونزل القرآن الكريم بآيات كثيرة ترفع من شأن المجاهدين، إلا أن الجهاد لم يكن يقصد به إلا الدفاع وإعزاز الدولة الإسلامية بحيث تعيش في أمن عام، وإتاحة الفرصة للمبادئ أن تسير حجة بحجة وبرهانًا ببرهان، دون أن تقف القوى المادية المسلمة في طريقها فتصدها أو تعنت أصحابها فتعطل من سيرها.

<<  <   >  >>