للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم يسعَ وراء مجد عسكري قط، وكان يقدم دعوة السلم قبل أن يدخل في القتال، حتى إذا ما استنفد وسائل السلم قاتل مكرهًا، ثم قاتل في أضيق الحدود، فلم يسرف على خصومه بعد نهاية المعركة. لم يجهز على جريح، ولم يقتل طفلًا ولا امرأة ولا شيخًا ولا معتزلًا لقتال، وفي المرات التي قسا فيها على بعض خصومة كانت القسوة ضرورة لا محيص عنها.

فلما تحول الموقف بعد الأحزاب إلى صالح الدولة اليثربية وأصبح في إمكان النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يأخذ في يده موقف المبادأة، سعى إلى تهيئة جو السلم وتسويد مبدأ السلام، فمد يده إلى خصومه وأظهر منتهى المرونة والتسامح حتى تم بينه وبين قريش صلح الحديبية.

<<  <   >  >>