للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حليها، وجلست إلى صائغ منهم، عبث بها بعض رجالهم، فأخذت الغيرة رجلًا من المسلمين، فشد على الصائغ فقتله، فشدت اليهود على المسلم فقتلوه، واستعدوا لمنازلة المسلمين. فلما ذهب إليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- يحذرهم عاقبة هذا العمل منهم، ويطلب إليهم التزام العهد، قالوا: "لا يغرنك يا محمد أنك لقيت قومًا لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة، إنا والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس"١. عند ذلك لم يبق من سبيل لعدم مقاتلتهم، وإلا تعرض المسلمون وتعرض سلطانهم للخطر.

عند ذلك أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بحصارهم، فحاصرهم المسلمون خمسة عشرة يومًا، اضطروا بعدها إلى النزول على حكم محمد والتسليم بقضائه، وانتهت مشاورات النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه بإجلائهم عن المدينة.

وبخروج بني قينقاع خلت المدينة في داخلها من اليهود، وزال عنها خطر وجود عنصرين متحاقدين في داخلها، وبذلك أصبحت أقدر على مواجهة الاحتمالات الخارجية.


١ ابن هشام ٢/ ٤٢٦.
٢ هشام ٢/ ٢٦ "هامش الروض".

<<  <   >  >>