وعرضوا الدولة للضياع، والمسلمين للفناء، وهو حكم داخل فيما نسميه الآن بالخيانة العظمى، فلم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- قاسيًا عليهم قسوة ليس ما يبررها، ولقد وفَّى لهم بعهدهم من قبل وأحسن إليهم ولو استمروا على الوفاء لما أصابهم ما أصابهم.
وبالانتهاء من بني قريظة انتهت كل المشاكل الداخلية في المدينة وأصبح النبي -صلى الله عليه وسلم- يعمل حر الإرادة مطمئنًا إلى سلامة جبهته الداخلية اطمئنانًا يكفل له أن يولي المجال الخارجي كل عنايته.
وهكذا انتهى الموقف العصيب الذي واجهته المدينة بنجاح تام غير ميزان القوى تغيرًا تامًّا، وأتاح النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يفكر في خطوات يقرر بها مبدأ السلم الذي يسعى إليه.