للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يكسوا الزجاجة خدّه فيديرها ... حمراء تحسب أنّها من خدّه

رقص الحباب على غناء نديمها ... طرباً وودَّ يكون موضع عقده

شهد الضمير بأنّها من ريقه ... مزحت بأطيب لذّة من شهده

فاشرب فدا الساقي عذولك واسقني ... كأساً وفي فيها الزمان بوعده

وانهض كما اقترح السرور مهنياً ... بفتىً به الوهّاب جاد لعبده

ميلاده الميمون بورك مولداً ... قد أصبح الإقبال خادم سعده

تتوسّم العلياء وهو بحجرها ... فيه مخائل من أبيه وجدّه

جدٌّ له انتهت العلى من هاشم ... وعلاء هاشم لا انتهاء لحدّه

وكساه في عصر الشبيبة والصبا ... برد النهى والحمد شيبة حمده

فالبدر ودّ بأن يكون له أخاً ... والشهب تهوى أنّها من ولده

نضت الحميّة منه سيف حفيظة ... ماء الحيا الرقراق ماء فرنده

لمّا رأيت الشام يبعد قصده ... عن ركب فيحاء العراق ووخده

أودت تهنيتي إليه رسالةً ... تهدى على شحط المزار وبعده

ودعوت حاملها لأشرف منزل ... بالشام خذ عنّي السّلام فأدّه

حيي السعيد محمّداً فيه وقل ... بشرى بأشرف طالع في سعده

بأغرَّ ينميه إلى عمرو العلى ... حسب محمّده عليّ معدّه

حملته أُمّ الفخر سيّد قومه ... وأتت به والفضل ناسج برده

ولدٌ يرفع من علاك بولده ... ويشدّ أزرك في بلوغ أشدّه

لولم يكن فلك المجرّة مهده ... لم تطلع الشعرى العبور بمهده

قرّت به عين الفخار لأنّها ... لم تكتحل أبداً برؤية ندّه

فليهنينّ حمى السيادة أنّه ... قد أطلعت شبلاً عرينة أسده

وانشقّ مسك ثرى النبوّة فيه عن ... ريحانة الهادي ووردة مجده

فاليوم كفّ لويّ عاد بنانها ... فيها وسلّ حسامها من غمده

وتباشرت طير السماء كأنّما ... نشر ابن هاشم للقرى من لحده

وكأنّما الدنيا لتهنية العلى ... ناد تأنّقت السعود بعقده

وكأنّ كلّ النّاس منطق واحد ... يشدو ليهن الفخر مولد فرّه

وبديعة في الحسن قد أهديتها ... جهد المقل لمكثر من حمده

خطبت له بلسان أشرف من بنى ... في الكرخ بيتاً سقفه من مجده

بيت يظلّل بالنعيم إذا أوى ... ظيف إليه رآه جنّة خلده

وإليكها غرّاء يأرج عطفها ... بنسيم غالية الثناء وندّه

نطقت بنا ديك العليّ وأرّخت ... ولد الندى للفضل أسد ولده

ومنه ما هنّيت به علم الشريعة الغرّاء، وعليم المعروف والسخاء الشريف أبو جعفر سيّدنا السيّد محمّد مهدي الحسيني القزويني بزواج ولده السيّد حسين وهو هذا:

سقتك يا ربع العلى عهّادها ... وطفاء بشر أطلقت مزادها

تلمع للزهو بها بوارق ... تقدح في القلب العدى زنّادها

لاطفها فيك نسيم فرح ... إلى حماك ساقها وقادها

فألبستك زهرها وأنبتت ... مابين أجفان العدى فتّادها

وأبرزت منك لأحداق الورى ... حديقة نوءُ السرور جادها

يا رائد الأفراح في دار العلى ... قد صدّقتك نفسك ارتيادها

باكرْ مناك فارتشف رياضها ... كما اشتهيت واقتطف أورادها

وحيّ في الدست زعيم هاشم ... وخير من سادت به وسادها

القائم المهديّ أقضى من ثنت ... رياسة الدين له وسادها

وقلْ ولا تحفل بغيظ أنفس ... قد تركت لغيّها رشادها

ما علماء الأرض إلاّ رجلٌ ... قد جمع الله به آحادها

فاستلّها صوارماً فواعلاً ... فعل السيوف ثكلت أغمادها

الموقد النار عشيّاً للقرى ... وبشره يتّقد اتّقادها

والمرخص الزاد وكان جدّه ... لراكبي ظهر الفلاة زادها

قد فاخرت جفانه شهب السما ... بضوئها وكاثرت أعدادها

بشراك وضّاح الدجى بفرحة ... قد بلغت فيها العلى مرادها

حلّت نطاق الليل عن صبيحة ... قد نسجت أيدي الهنا أبرادها

أنت الذي قد عقد الله به ... عرى الهدى وأحكم انعقادها

منك أعدّت هاشم لمجدها ... من نشر الله به أمجادها

فقللت فيك مريدي فخرها ... وفي بنيك كثرت حسّادها

<<  <   >  >>