للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَمِنْ ذَلِكَ: مِثْلُ قَوْلِهِ ?: «يَنْزِلُ رَبُّنَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

الشرح

ثم بدأ المُصَنِّف بذكر جملة من الأحاديث التي تدل على صفات الله؛ ابتدأها بحديث: «يَنْزِلُ رَبُّنَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟» هذا الحديث متفق عليه (١).

والكلام عليه من وجهين:

١ - صحته من جهة النقل؛ فقد أشار المُصَنِّف رحمه الله إلى أنه متفق عليه، ونقل الذهبي في كتابه «العلو للعلي الغفار» أن أحاديث النزول أحاديث متواترة (٢).

٢ - ما أفاده هذا الحديث من إثبات صفة النزول لله جل وعز، وهذا ثابت في كل ليلة، كما نأخذ ذلك من قوله في الحديث: «كُلَّ لَيْلَةٍ».

لو قال قائل: كيف ينزل؟

أجيب بأننا نثبت النزول، ونثبت الكيفية، لكن ننفي العلم بها، وعليه فيكون السؤال عنها بدعة، فيقال في هذه الصفة مثلُ ما يقال في بقية الصفات؛ أنه نزول يليق بجلاله وعظمته.

وفي هذا الحديث ردٌّ على أربعِ طوائفَ من المبتدعة:


(١) أخرجه البخاري (٢/ ٥٣) رقم (١١٤٥)، ومسلم (١/ ٥٢١) رقم (٧٥٨).
(٢) العلو للعلي الغفار ص (٩١).

<<  <   >  >>