للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِلَى أَنْ تَقُومَ الْقِيَامَةُ الْكُبْرَى، فَتُعَادُ الْأَرْوَاحُ إِلَى الْأَجْسَادِ.

الشرح

٢ - أن ما يجري في البرزخ هو مِن علم الغيب، وحكمةُ الله اقتضت اختبارَ الناس: هل يؤمنون بالغيب الذي أخبر الله به ورسولُه أوْ لا؟

٣ - لو سمع الناس هذه الأصواتَ لفسدت عليهم حياتُهم، وقد ذكر ابن تيمية وابن القيم أن بعض الناس إذا عرفوا أن في الخيل وسائر الحيوانات داءَ البطن (١) ذهبوا بها إلى مقابر المشركين، فتُلقي ما في بطنها، والله أعلم؛ إنه لشدة ما تسمع من صياح بعض أهل القبور، فقد أخفيت لمصالحَ كثيرةٍ.

قوله: «إِلَى أَنْ تَقُومَ الْقِيَامَةُ» أشار بذلك إلى أنه هناك نوعًا آخرَ من القيامة، وهي القيامة الصغرى، وهي الخاصة بكل إنسان من خروج روحه وانقطاع عمله، والدليل على ذلك ما ثبت في الصحيحين أن قومًا من الأعراب سألوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن الساعة، فنظر إلى أحدث إنسان منهم وقال: «إِنْ يَعِشْ هَذَا، لَا يُدْرِكْهُ الهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ» (٢)؛ أي التي هي القيامة الخاصة بكل إنسان.

أما القيامة الكبرى: فهي شاملة لكل أحد، وحينها تُعاد الأرواح إلى الأجساد فتعود كل روح إلى جسدها التي كانت فيه في الدنيا، والله يقول: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ} [يس:٥١]


(١) يسمى (بالإسهال).
(٢) صحيح البخاري (٨/ ١٠٧) رقم (٦٥١١) وصحيح مسلم (٤/ ٢٢٦٩) رقم (٢٩٥٢) من حديث عائشة - رضي الله عنها -.

<<  <   >  >>