للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والإِيمَانِ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ،

الشرح

وَفِيهِ يُرَكَّبُ» (١).

الركن السادس: الإيمان بالقدر خيره وشره:

المراد بالقدر: تقدير الله تعالى للأشياء.

[متى كتب الله المقادير؟]

كتب الله المقادير قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، جاء ذلك صريحًا في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الخلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» (٢).

قوله: «والإِيمَانِ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»: هنا وصف القدر بوصفين الخير والشر، فأما وصف القدر بالخير فواضح لا إشكال فيه.

والإشكال: كيف يوصف القدر بالشر؟

الجواب عن ذلك: أن المراد شر المقدور لا شر القدر الذي هو فعل الله وتقديره، فإن فعل الله تعالى لا يوصف بالشر، بل كل أفعاله خير وحكمة.

ولهذا قال تعالى على لسان الجن: {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ


(١) أخرجه مسلم (٤/ ٢٢٧١) رقم (٢٩٥٥).
(٢) أخرجه مسلم (٤/ ٢٠٤٤) رقم (٢٦٥٣).

<<  <   >  >>