للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَيُؤْمِنُونَ بِفِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَبِعَذَابِ الْقَبْرِ وَنَعِيمِهِ، فَأَمَّا الْفِتْنَةُ؛ فَإِنَّ النَّاسَ يُمْتَحَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ، فَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ، فَيَقُولُ المُؤْمِنُ: رَبِّيَ اللهُ، وَالْإِسْلَامُ دِينِي، وَمُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - نَبِيِّي، وَأَمَّا المُرْتَابُ؛ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ؛ لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ، فَيُضْرَبُ بِمِرْزَبَةٍ مِنْ حَدِيدٍ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَهَا الْإِنْسَانُ لَصَعِقَ.

الشرح

قوله: «فَيُؤْمِنُونَ بِفِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَبِعَذَابِ الْقَبْرِ وَنَعِيمِهِ» وهذا مما يعتقده أهلُ السنة وسلفُ الأمة، قال شيخ الإسلام: «مذهب سلف الأمة وأئمتِها أن الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب» (١).

قوله: «فَيُضْرَبُ بِمِرْزَبَةٍ مِنْ حَدِيدٍ» ما ذكره المُصَنِّف جاء من حديث البراء ابن عازب - رضي الله عنه - في «سنن أبي داود» و «أحمد» (٢)، وقد صحَّحه ابن القيم في «الرُّوح» (٣).

و (المرزبة): المطرقة، ويقال: مرزبة وإرزبة، والمعنى واحد.

وسبق في شرح «لامية ابن تيمية» رحمه الله الكلام عن فتنة القبر وعذاب القبر وكل هذا الذي أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - واقع، وقد أخبر به الله تعالى في قوله: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ} [المرسلات:٧].


(١) مجموع الفتاوى (٤/ ٢٨٤).
(٢) سنن أبي داود (٤/ ٢٣٩) رقم (٤٧٥٣) والمسند (٣٠/ ٥٧٦) رقم (١٨٦١٤).
(٣) ص (٤٨).

<<  <   >  >>