للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنجباء، والأوتاد، والأقطاب، أو القُطب الواحد، فليس بصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم -، ولم ينطق السلف بشيء من هذه الألفاظ، إلا بلفظ (الأبدال)، وقد جاء في الحديث: أنهم أربعون رجلًا، يكونون بالشام، والحديث منقطع ليس بثابت، أخرجه أحمد في مسنده (١) من حديث علي رضي الله عنه.

وليس لأولياء الله شيء يتميَّزون به عن الناس في الظاهر من الأمور المباحات، فلا يتميزون بلباس دون لباس، ولا بحَلْق شعر أو تقصيره أو ظفره، إذا كان مباحًا، كما قيل: كم مِن صدِّيقٍ في قَباء، وكم من زنديقٍ في عَباء، بل يوجد في جميع أصناف أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ فيوجدون في أهل القرآن وأهل العلم، ويوجد في أهل الجهاد والسيف، ويوجدون في التجار والصُّنَّاع والزُّرَّاع (٢).

ما الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان؟

«جِماعُ الفرق بينهما: اعتبارُهم بموافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه هو الذي فرق الله به بين أوليائه وأعدائه، بين أوليائه السعداء، وأعدائه الأشقياء، وبين أوليائه أهل الجنة، وأعدائه أهل النار» (٣).


(١) (٢/ ٢٣١) رقم (٨٩٦)، ولفظ الحديث: «الأبدالُ يكونون بالشام، وهم أربعون رجلا، كلما مات رجلٌ أبدل الله مكانه رجلًا، يُسقى بهم الغيث، ويُنتصرُ بهم على الأعداء، ويُصرف عن أهل الشام بهم العذابُ». والحديث منقطع؛ لأنه من رواية شريح بن عبيد عن علي، وشريح لم يدرك عليًّا.
(٢) ينظر: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص (٨ - ٧٢) بتصرف يسير.
(٣) الفرقان ص (٢٠٢).

<<  <   >  >>