وَيُحِبُّونَ آلَ بَيْتِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَيَتَوَلَّوْنَهُمْ, وَيَحْفَظُونَ فِيهِمْ وَصِيَّةَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حَيْثُ قَالَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ:«أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي».
وَيَتَوَلَّوْنَ أَزْوَاجَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أُمَّهَاتِ المؤْمِنِينَ، وَيُؤْمِنُونَ بِأَنَّهُنَّ أَزْوَاجُهُ فِي الْآخِرَةِ؛ خُصُوصًا خَدِيجَةَ ? أُمَّ أَكْثَرِ أَوْلَادِهِ, وَأَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِهِ وَعَاضِدَه عَلَى أَمْرِهِ, وَكَانَ لَهَا مِنْهُ المَنْزِلَةُ الْعَالِيَةُ، وَالصِّدِّيقَةَ بِنْتَ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنها - الَّتِي قَالَ فِيهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ».
الشرح
قوله:«وَيُحِبُّونَ آلَ بَيْتِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَيَتَوَلَّوْنَهُمْ ... » إلخ. لحثِّ النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وترغيبه الأكيد في ذلك؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم:«أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي» كما في حديث زيد - رضي الله عنه - في «مسلم»(١).
ويدخل في أهل بيته أزواجُه الطاهرات المطهرات رضي الله عنهن؛ ولهذا خصهن المُصَنِّف بالذكر والتأكيد، وقد خص المُصَنِّف اثنتين هما: خديجة وعائشة رضي الله عنها، وخديجة رضي الله عنها كانت لها مزية؛ لسابقتها في الإسلام ومساندتِها النبيَّ صلى الله عليه وسلم