قوله:«وَيَامُرُونَ بِالصَّبْرِ عِنْدَ الْبَلَاءِ, وَالشُّكْرِ عِنْدَ الرَّخَاءِ, وَالرِّضَى بِمُرِّ الْقَضَاءِ» ذكر المُصَنِّف هنا عددًا من صفات أهل السنة المتعلقة بأقدار الله التي يقدرها على عباده:
الصفة الأولى: أنهم يأمرون بالصبر على البلاءِ، والبلاءُ على نوعين:
الأول: بلاء في الدنيا. والثاني: بلاء في الدين. أما البلاء في الدنيا فالواجب نحوَه احتسابُ الأجر بالصبر، أما البلاء في الدين فالواجب فيه الثبات على الحق، والأخذ بوسائل الوقاية من الفتن والمغريات.
الصفة الثانية: الشكر عند الرخاء، كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:«عَجَبًا لِأَمْرِ المؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»(١).
وأيهما أفضل: الصبر على البلاء أو الشكر عند الرخاء؟
الجواب: هذه مسألة: طويلة كتب فيها ابن تيمية وألف فيها ابن القيم (عُدة الصابرين)، وملخص هذه المسألة أن فيها أقوالًا:
الأول: أَنَّ الصبر أفضل.
الثاني: أَنَّ الشكر أفضل.
الثالث: أَنَّ الصبر والشكر بمنزلةٍ واحدةٍ.
(١) أخرجه مسلم (٤/ ٢٢٩٥) رقم (٢٩٩٩) من حديث صهيب - رضي الله عنه -.