قوله:«وَهَذَا الْبَابُ فِي كِتَابِ الله كَثِيرٌ» أي بابُ الأسماء والصفات، ولم يستوعبِ المُصَنِّفُ رحمه الله الآياتِ التي جاءت في الأسماء والصفات، إلا في بابٍ واحد؛ وهو باب الاستواء، أما باقي الأبواب فذكر بعض آياتها.
والناظر في الآيات التي سردها المُصَنِّف رحمه الله في هذا الباب يمكنه أن يستنبط عدةَ قواعدَ وأصولٍ:
أولها: اتفاق السلف على وجوب الإيمان بجميع الأسماء وما دلت عليه من صفات.
ثانيها: أن هذه الآيات دلت على أن صفات البارئ سبحانه على ثلاثة أقسام:
١ - صفات ذاتية: لا تنفك عنها الذات؛ مثل: العلو، والحياة، والسمع، والبصر، ونحو ذلك.
٢ - صفات فعلية: تتعلق بالمشيئة؛ مثل المجيء، والاستواء، والضحك، والغضب، والعجب، والنزول، والفرح، ونحو ذلك.
= أهلُ الجنةِ الجنةَ يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تُبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم - عز وجل -، ثم تلا هذه الآية {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}». وفي السنة لابن أبي عاصم (١/ ٢٠٦) بلفظ: «فيكشف الله عنهم الحجاب فينظرون إلى الله تعالى، فما شيء أُعطوه أحب إليهم من النظر إليه؛ وهي الزيادة».