للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ»، وَبِأَنَّهُ لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ؛ كَمَا أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، بَلْ لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ, وَكَانُوا أَكْثَرَ مِنْ أَلْفٍ وَأَرْبَعِمِائَة، وَيَشْهَدُونَ بِالجنَّةِ لِمَنْ شَهِدَ لَهُ رَسُولُ الله ? كَالْعَشَرَةِ, وَثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاس, وَغَيْرِهِمْ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَيُقِرُّونَ بِمَا تَوَاتَرَ بِهِ النَّقْلُ عَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ? وَغَيْرِهِ مِنْ أَنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ,

الشرح

وأوسع كتاب تحدث فيه شيخ الإسلام عن ذلك هو: «كتاب النبوات»، فقد عدد الأقوال في هذه المسألة وقال: «قيل: يُشهد لمن استفاض عند الأمة أنه رجل صالح؛ كعمر بن عبد العزيز والحسن البصري وغيرهم، وكان أبو ثور يشهد لأحمد بن حنبل بالجنة ... وفي «الصحيحين»: «أن النبي صلى الله عليه وسلم مُرَّ عليه بجنازة فأثنوا عليها خيرًا فقال: وجبت وجبت، ومُر عليه بجنازة فأثنوا عليها شرًّا فقال: وجبت وجبت، فقيل: يا رسول الله ما قولك: وجبت وجبت؟ قال: هذه الجنازة أثنيتم عليها الخير فقلت: وجبت لها الجنة، وهذه الجنازة أثنيتم عليها شرًّا فقلت: وجبت لها النار، أنتم شهداء الله في الأرض» (١)» (٢).

قوله: «مِنْ أَنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ» وقد جمع أبو بكر رضي الله عنه من الفضائل والمحاسن ما لم يجمعه أحد من الصحابة رضي الله عنهم جميعًا.

قال شيخ الإسلام في «جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية»:


(١) صحيح البخاري (٢/ ٩٧) رقم (١٣٦٧)، وصحيح مسلم (٢/ ٦٥٥) رقم (٩٤٩).
(٢) النبوات ص (١٠).

<<  <   >  >>