الأصل الأول: وسطية أهل السنة في باب الصفات بين أهل التعطيل وأهل التمثيل، وسبق معنا أن أهل التعطيل هم الجهمية والمعتزلة، والمُصَنِّف خص الجهمية بالذكر هنا؛ لأنهم رؤوس المعطلة، وأول مَن ابتدع تلك البدعة، وغيرُهم تبعٌ لهم.
قوله:«وَأَهْلِ التَّمْثِيلِ المُشَبِّهَةِ» أي: الذين شبَّهوا اللهَ بخلقه ولكن ما الدافع للتشبيه الذي قالوا به؟
الجواب: يقولون: لا نعرف من الصفات إلا ما علمناه وشاهدناه حِسًّا من صفات المخلوقين، فالمقصود أن أهل السنة والجماعة وسط بين أهل التعطيل وأهل التمثيل.
الأصل الثاني: أنهم وسط في أفعال الله تعالى بين الجبرية والقدرية.
الجبرية: قالوا: إن العبد مجبر على أفعاله لا اختيار له.
والقدرية: هم مَن نَفَوُا القدرَ، وقالوا: إن أفعال العباد متعلقة بهم لا علاقة لها بمشيئة الله تعالى، بل إن العبد عندهم له مطلق المشيئة والاختيار.