قوله:«فَإِنَّ الْفِرْقَةَ النَّاجِيَةَ أَهْلَ السُّنَّةِ وَالجمَاعَةِ» بَيَّنَ رحمه الله أن الفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة، ثم ذكر بعض أوصافهم.
قوله:«بَلْ هُمُ الْوَسَطُ فِي فِرَقِ الْأُمَّةِ» لا شك أن هذه الأمة هي الوسط وأهلُ السنة أعظمُ مَن يمثِّل هذا الوسطَ، ويتبين هذا من عدة أوجه:
١ - أنهم وسط في حق الله تعالى؛ خلافًا لليهود الذين وصفوا الله بالنقائص.
٢ - أنهم وسط في حق الأنبياء؛ خلافًا لليهود الذين قالوا: عزيرٌ ابنُ الله، وخلافًا للنصارى الذين قالوا: المسيح ابن الله، وخلافًا لمَن قتل الأنبياءَ الذين قال تعالى عنهم:{وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ}[البقرة:٦١].
وهذه الأمة وسط، كما أن أهل السنة وسط في هذا الباب، فقالوا عن عيسى: عبد الله ورسوله، لم يُطْرُوه ويبالغوا في حقه، ولم يُجحفوا في حَقِّهِ، وهذا عين الاعتدال والوسط.
٣ - أنهم وسط في الأحكام والعبادات؛ فالنصارى يتدينون لله بعدم الطهارة؛ فهم لا يتطهرون من الخبث؛ فيبول الواحدُ منهم على ثوبه ولا يتطهر منه بل يصلي بهذا الثوب الذي أصابته النجاسة.
أما اليهود فعكس ذلك تمامًا؛ فإذا أصابتهم النجاسةُ ووقعت في الثوب فإنهم يَقرِضونها بالمقاريض ولا يكفيهم الغسلُ، أما هذه الأمة فهم وسط في