للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَيَدْعُونَ إِلَى مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ, وَمَحَاسِنِ الْأَعْمَالِ, وَيَعْتَقِدُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا».

الشرح

والقول الذي انتصر له ابنُ القيم وشيخه ابن تيمية (١) أن لا يُقال بتفضيل أحدهما على الآخر, بل هذا يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، فقد يكون الشكرُ في حق شخص أفضلَ من الصبر، وقد يكون الصبرُ في حق شخصٍ آخرَ أفضلَ من الشكر، فالغني يكون الشكر في حقه أفضل، والفقير يكون الصبر في حقه أفضل، وهكذا.

الصفة الثالثة: الرضى بمر القضاء، وصفة الرضى أعلى من صفة الصبر وهي من أعلى المنازل، وقد تحدث عنها ابن القيم في كتابه (مدارج السالكين في منازل إياك نعبد وإياك نستعين)، وبين رحمه الله عظم فضلها، وعلو مرتبتها.

قوله: «وَيَدْعُونَ إِلَى مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ, وَمَحَاسِنِ الْأَعْمَالِ» هذه وصية من المُصَنِّف تتعلق بأهمية الأخلاق وحسن التعامل مع المسلمين، وأن هذا هو ما يدعو إليه أهل السنة، قال الشاعر:

وَإِنَّما الأُمَمُ الأَخْلَاقُ مَا بَقِيَتْ ... فَإِنْ هُمُو ذَهَبَتْ أَخْلَاقُهُمْ ذَهَبُوا

وقال آخر:

صَلَاحُ أَمْرِكَ لِلْأَخْلَاقِ مَرْجِعُهُ ... فَقَوِّمِ النَّفْسَ بِالأَخْلَاقِ تَسْتَقِمِ ذهبوا

قال ابن القيم رحمه الله: حسن الخلق يقوم على أربعة أركان:


(١) ينظر: مجموع الفتاوى (١١/ ٢١)، وعدة الصابرين ص (١١١ - ١٣٤).

<<  <   >  >>