للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسألة: الفرق بين المعجزة والكرامة والأحوال الشيطانية:

قال ابن باز رحمه الله: «الفرق بين المعجزة والكرامةِ والأحوالِ الشيطانية: أن المعجزة هي ما يُجري اللهُ على أيدي الرسل والأنبياء من خوارقِ العادات؛ من انشقاق القمر، ونزول القرآن، فإن القرآن هو أعظم معجزة على الإطلاق، وحنينِ الجذع ونبوعِ الماء من بين أصابعه، وأما الكرامةُ فهي ما يُجري الله على أيدي أوليائه المؤمنين من خوارقِ العادات، وشرطُ كونها كرامة: أن يكون مَن جرت على يديه مستقيمًا على الإيمان، ومتابعةِ الشريعة، فإن كان خلافَ ذلك، فالجاري على يده من الخوارق هو من الأحوال الشيطانية».

ثم ذكر رحمه الله فائدة جليلة تتعلق بهذا الموضوع، فقال: «لِيُعْلمْ أن عدم حصول الكرامة لبعض المسلمين لا يدل على نقص إيمانهم؛ لأن الكرامة إنما تقع لأسباب؛ منها: تقوية إيمان العبد وتثبيته، ولهذا لم يَر كثير من الصحابة شيئًا من الكرامات لقوة إيمانهم وقوة يقينهم، ومنها: لإقامة الحجة على العدو كما حصل لخالد لما أكل السم، وكان قد حاصر حصنًا فامتنعوا عليه حتى يأكله، فأكله وفتح الحصن، ومثل ذلك ما جرى لأبي مسلم الخَوْلاني لما ألقاه الأسودُ العَنْسي في النار، فأنجاه الله من ذلك لحاجته لتلك الكرامة، وكقصة أم أيمن لما خرجت مهاجرةً واشتد بها العطشُ سمعت حِسًّا من فوقها فرفعت رأسَها فإذا بدلوٍ من الماء فشربت منه» (١).


(١) ينظر: تعليقُه على التنبيهات اللطيفة ص (١١٠ - ١١١).

<<  <   >  >>