ثم ساق المُصَنِّف رحمه الله الآياتِ الدالةَ على إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة.
وقد خالف في هذه المسألة: الجهميةُ، والمعتزلة، والإباضية.
فقالوا: لا نثبت رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وهذا النفي مبني على نفيٍ آخرَ؛ وهو نفي الجهة عن الله تعالى، فقالوا: ما دامت الجهةُ مستحيلةً، وهي شرطٌ في الرؤية، فالرؤية مستحيلة، واستدلوا بقوله تعالى:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}[الأنعام:١٠٣] وبقوله لموسى: {لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي}[الأعراف:١٤٣]، و (لن) عندهم للتأبيد، هذا هو مذهب المعتزلة والجهمية ومن وافقهم.
أما الأشاعرة فإنهم ينفون الجهة ويوافقون المعتزلة في ذلك، لكنهم يثبتون