للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَالصِّدِّيقِينَ

الشرح

الصنف الثاني: الصديقون: جمع صِدِّيق، والصديق: هو من صدق مع الله في معتقده وإخلاصه وإرادته، وفي مقاله وأفعاله، والصديقيَّةُ: مرتبة عظيمة وهي أعظم المراتب بعد مرتبة النبوة.

مَن صديق هذه الأمة؟

هو أبو بكر رضي الله عنه، بل هو أفضل الصديقين، وفي صحيح البخاري أن أنس ابن مالك رضي الله عنه حدثهم: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ أُحُدًا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بِهِمْ، فَقَالَ: اثْبُتْ أُحُدُ؛ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ» (١).

وجاء في حديث آخر أنهم كانوا على جبل حراء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عَلَى حِرَاءٍ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: اهْدَا؛ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ» (٢).

[هل مرتبة الصديقية خاصة بالرجال؟]

الجواب: ليست خاصة بهم، ومريم عليها السلام بلغت هذه المرتبة، قال تعالى: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} [المائدة: (٧٥)].


(١) صحيح البخاري (٥/ ٩) رقم (٣٦٧٥).
(٢) أخرجه مسلم (٤/ ١٨٨٠) رقم (٢٤١٧).

<<  <   >  >>