للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقَدْ دَخَلَ فِي هَذِهِ الجُمْلَةِ مَا وَصَفَ اللهُ بِهِ نَفْسَهُ فِي سُورَةِ الْإِخْلَاصِ الَّتِي تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، حَيْثُ يَقُولُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: (١) - (٤)].

الشرح

الصنف الثالث: الشهداء: الذين قتلوا في سبيل الله.

الصنف الرابع: الصالحون.

وهذه المرتبة شاملة لجميع الأنواع الثلاثة السابقة، وشامله أيضًا لمن كان دونهم في الإيمان ولم يبلغ هذه المراتب.

مَنِ الصالحُ؟ اختلف أهل العلم في تعريف الصالح، والأقرب في الصالح أنه الذي قام بحق الله وحق عباده.

قوله: «وَقَدْ دَخَلَ فِي هَذِهِ الجُمْلَةِ مَا وَصَفَ اللهُ بِهِ نَفْسَهُ ... » شرع المُصَنِّف في ذكر بعض النصوص الواردة في الكتاب والسنة في الإيمان بالله تعالى والإيمان بما جاءت به هذه النصوص، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييفٍ ولا تمثيل.

أطال رحمه الله في ذكر الآيات والأحاديث في باب الأسماء والصفات.

واستفتح بسورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ القرآن؟ قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأُ ثُلُثَ القرآنِ؟ قَالَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن» (١).


(١) أخرجه مسلم (١/ ٥٥٦) رقم (٨١١).

<<  <   >  >>