للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقَدْ يُنْكِرُ الجَهْمِيُّ هَذَا وَعِنْدَنَا

بِمِصْدَاقِ مَا قُلْنَا حَدِيثٌ مُصَرِّحُ

رَوَاهُ جَرِيرٌ عَنْ مَقَالِ مُحَمَّدٍ

فَقُلْ مِثْلَ مَا قَدْ قَالَ في ذَاكَ تَنْجَحُ

قال ابنُ القيم رحمه الله: «والناسُ في إثبات الرؤية وعدمِها طرفان ووسط: فقوم غلَوْا في إثباتها حتى أثبتوها في الدنيا والآخرة؛ وهم الصوفية وأحزابهم. وقوم نفَوْها في الدنيا والآخرة؛ وهم الجهمية والمعتزلة. والوسطُ هم أهل السنة الذين أثبتوها في الآخرة حسَبَما تواترت به الأدلةُ».

وقال أيضًا في «نونيته»:

وَيَرَوْنَهُ سُبْحَانَهُ مِنْ فَوْقِهِمْ ... نَظَرَ العِيَانِ كَما يُرَى القَمَرَان

هَذَا تَوَاتَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ لَمْ ... يُنْكِرْهُ إلَّا فَاسِدُ الإِيمان

وَأَتَى بِهِ القُرْآنُ تَصْرِيحًا وَتَعْـ ... رِيضًا هُمَا بِسِيَاقِهِ نَوْعَان

وَهِيَ الزِّيَادَةُ قَدْ أَتَتْ فَي يُونُسٍ ... تَفْسِيرُ مَنْ قَدْ جَاءَ بِالْقُرْآنِ (١)

والتي في سورة يونس هي قولُ الله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس:٢٦]؛ فقد فسرها النبي بالرؤية كما ثبت ذلك في عدة أحاديث (٢).


(١) الكافية الشافية ص (٣٤١).
(٢) جاء ذلك في صحيح مسلم (١/ ١٦٣) رقم (١٩١٧) من حديث صهيب بلفظ: «إذا دخل =

<<  <   >  >>