للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن أبي رَزِين العُقَيلي (١) وله عدة روايات.

وقد دل الحديث على إثبات صفة العَجَب لله تعالى، وهذا من آثار رحمته وكماله، وعجبُه سبحانه ليس كعجب المخلوقين؛ لأنه ليس كمثله شيء.

والحديث فيه إشارة أيضًا إلى أنه إذا تأخَّر الغيث عن العباد مع فقرهم، يستولي عليهم اليأسُ والقنوط، ويقصر نظرهم على الأسباب الظاهرة، فيستبعدون فرج الله ورحمته، وهذه الحال من العباد محلُّ عجب من الله تعالى، فيعجب الله منهم كيف يقنطون ويصابون باليأس مع أن رحمته وسِعت كل شيء؛ وهو يقول عن نفسه: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف:١٥٦].

ونستفيد من الحديث أيضًا: أنه يحرم على المؤمن القنوط واليأس {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:٨٧] والآية فيها إخبار عن صفة من صفات الكافرين؛ وهي القنوط واليأس، أما المؤمن فإن ثقته بالله لا تتبدل، ولا تزيدها الابتلاءاتُ والمِحَن إلا قوةً ورسوخًا.

قال الناظم:

إذا اشتَمَلتْ على اليأسِ القُلوبُ ... وَضَاقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيبُ

وأَوْطَنَتِ المَكارهُ واستقرَّتْ ... وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوبُ


(١) سنن ابن ماجه (١/ ٦٤) رقم (١٨١) ومسند الإمام أحمد (٤/ ١١) رقم (١٦٢٣٢).

<<  <   >  >>