للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقَوْلُهُ ?: «أَلَا تَامَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ»، حَدِيثٌ صَحِيحٌ. وَقَوْلُهُ: «وَالْعَرْشُ فَوْقَ الماءِ، واللهُ فَوْقَ الْعَرْشِ، وَهُوَ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ» حَدِيثٌ حَسَنٌ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ.

الشرح

والنبي - صلى الله عليه وسلم - موصوف بذلك في السماء، والمعنى على الوجه الثاني: «أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ» يعني أمين الله تعالى على وحيه.

والصفة المثبتة من هذا الحديث صفة العلو من قوله: «مَنْ فِي السَّمَاءِ».

وقوله: «وَالْعَرْشُ فَوْقَ الْماءِ، واللهُ فَوْقَ الْعَرْشِ، وَهُوَ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ» رواه أبو داود وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنه، وهذا الحديث يُسمى بحديث الأَوْعال، وكأن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يرى تحسينَه من خلال الشواهد الصحيحة التي تشهدُ لبعض متنه، ولكن الحديث فيه ضعف، وقد أُعِلَّ بعدة علل:

الأولى: تفرد سِمَاك برواية الحديث، وسماك بن حرب لا يُحتج به إذا انفرد، قال الإمام أحمد: «مضطرب الحديث».

وقال الدارقطني: «سيء الحفظ» (١).

والثانية: أن عبد الله بن عُمَيرة مجهول (٢).

والثالثة: عدم ثبوت سماع ابن عميرة من الأحنف، قال البخاري: «ولا


(١) ينظر: الجرح والتعديل (٤/ ٢٧٩)، وعلل الدارقطني (١٣/ ١٨٤).
(٢) ينظر: ميزان الاعتدال (٢/ ٤٦٩)، ولسان الميزان (٩/ ٣٤٣).

<<  <   >  >>