للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولًا: جواز الاستفهام عن الله بـ «أين»، لقوله للجارية: «أين الله؟».

قال الناظم:

وَقَدْ جَاءَ لَفْظُ الأَيْنِ مِنْ قَوْلِ صَادِقٍ ... رَسُولِ إِلَهِ الْعَالَمِين مُحَمَّد

كَمَا قَدْ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ... كَذَاكَ أَبو دَاودَ والنَّسَئِي قَد

قال ابنُ عثيمين رحمه الله: «واستفهام النبي بـ (أين) يدل على أن لله مكانًا» (١)، لكن لا يخفى أن الله لا يحيط به شيء سبحانه {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه:١١٠].

ثانيًا: إثبات صفة العلو لله تعالى؛ لإقراره - صلى الله عليه وسلم - قولَها: «فِي السَّمَاءِ» والسماء إذا أطلقت في اللغة فالمراد بها العلو.

ثالثًا: تضمَّن هذا الحديثُ شهادةَ الرسول صلى الله عليه وسلم بالإيمان للجارية لمَّا اعترفت بعلو الله على خلقه، وذلك بعدما سألها النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «أَيْنَ الله؟» قالت: «فِي السَّمَاءِ»، وفي هذا دليل على أن وصف الله بالعلو من أعظم أوصاف الباري جل وعز، لأن النبي صلى الله عليه وسلم خصه بالذكر دون بقية الأوصاف، وهذا دليل على قبح رأي الحُلوليَّة.


(١) مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (٨/ ٢٩٥).

<<  <   >  >>