للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَقَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَالْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الحبِّ وَالنَّوَى، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا،

الشرح

«البُزَاقُ فِي المَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا» (١).

والجمع بين الحديثين بأن يُقال: يجوز خارج المسجد، وأما في داخله فلا يجوز.

فعلى هذا يكون الجوازُ في حديث الباب إذا كان ذلك خارج المسجد.

أما إذا كان في المسجد ومعه جماعة؟ فيكون تحت قدمه فقط، ويدفنها بعد ذلك، ولا يبصق عن يمينه ولا عن يساره؛ كي لا يؤذي غيره.

وهنا مسألةٌ ينبغي التنبيه عليها: وهي أَنَّ المساجد كانت في السابق مفروشةً بالرمل والتراب، وأما الآن فهي مفروشةٌ بالمفارش و (الموكيت)؛ فلا يجوز البصقُ فيها؛ سواءٌ كان ظاهرًا أم تحت الفرش، فضلًا عن أن ذلك ينافي حرمةَ المسجد، ويدعو إلى تقزُّز العامة منه.

قوله: «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَالْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ... » الحديث فيه إثبات جملة من الصفات وهي:

١ - صفة العلو، من قوله: «وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ»؛ ولأجلها ساق المُصَنِّف هذا الحديثَ.


(١) صحيح البخاري (١/ ٩١) رقم (٤١٥)، وصحيح مسلم (١/ ٣٩٠) رقم (٥٥٢).

<<  <   >  >>