قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ،
الشرح
ممنوع، وإن كان فيه إيذاء للآخرين فهذا غير مشروع، وأما إذا كان القارئ وحده فله أن يرفع صوتَه بالقرآن ما شاء.
قوله: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ ... » هذا الحديث متفق عليه من حديث جريرِ بنِ عبد الله رضي الله عنه (١)، وفيه الإشارة إلى إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وأنهم يتنعمون بالنظر لوجهه جل وعز، ونأخذ من ذلك ما يلي:
١ - إثبات علو الله على خلقه؛ لأن الحديث صريح في أنهم يرونه من فوقهم.
٢ - دل الحديث على أن النظر لوجهه تعالى من النعيم الذي أعطاه الله المؤمنين، بل هو أعظم النعيم.
قوله:«كَمَا تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ» معناه تشبيه الرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي؛ فيكون المعنى: أن رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة تكون من الظهور والوضوح كرؤية القمر في أَبْيَنِ وأظهرِ حالاته؛ وهي ليلةُ البدر.
وقوله:«لَا تُضَامُونَ»، فيه ثلاثة أوجه من الضبط:
١ - (لا تضامُّون) بتشديد الميم؛ من الضمِّ.
٢ - (لا تُضامُون) بالتخفيف؛ من الضَّيْم.
٣ - (لا تُضارُون) بالراء؛ من الضرر.
(١) أخرجه البخاري (١/ ١١٥) رقم (٥٥٤)، ومسلم (١/ ٤٣٩) رقم (٦٣٣).