من الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين لهم بإحسان، وهو ما دل عليه الكتابُ والسنة؛ أن القرآن كلامُ الله منزَّلٌ غيرُ مخلوق» (١).
لماذا أعاد المُصَنِّف هذه المسألةَ؟
إنما نصَّ على هذا الكلام ليدفع توهُّمين:
التوهم الأول: اعتقاد أن الكلام المكتوب في المصحف ليس كلامَ الله، وأن كلامه فقط هو المنطوق، والحق أن كلام الله هو المكتوب والمنطوق.
التوهم الثاني: أن الكلام كلام جبريل أو كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، والحق أنه كلام الله تعالى، وجبريل والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان لهما التبليغ، ولهذا قال المُصَنِّف:«فَإِنَّ الْكَلَامَ إِنَّمَا يُضَافُ حَقِيقَةً إِلَى مَنْ قَالَهُ مُبْتَدِئًا، لَا إِلَى مَنْ قَالَهُ مُبَلِّغًا مُؤَدِّيًا» فأراد المُصَنِّف أن يدفع هذا التوهمَ الوارد، وبين أنه لا يجوز أن يقال: القرآن عبارةٌ عن كلام الله كما قالت الأشعرية، ولا أن يقال: إنه حكايةٌ عن كلام الله كما قالت الكُلَّابية.