للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما الكفار فلا يرون ربهم مطلقًا، وقال بعض أهل العلم: إنهم يرونه لكن رؤية غضب، لكن عموم قول الله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين:١٥] يدل على أنهم لا يرونه مطلقًا، والله أعلم بالصواب.

وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ثلاثة أقوال في رؤية الكفار لربهم، فقال: «والأقوال الثلاثة في رؤية الكفار:

أحدها: أن الكفار لا يرون ربهم بحال؛ لا المُظهر للكفر ولا المُسِر له، وهذا قول أكثر العلماء المتأخرين، وعليه يدل عمومُ كلام المتقدمين، وعليه جمهور أصحاب الإمام أحمد وغيرهم.

الثاني: أنه يراه مَن أظهر التوحيد من مؤمني هذه الأمة ومنافقيها وغُبَّرات من أهل الكتاب، وذلك في عرصة القيامة، ثم يحتجب عن المنافقين فلا يرونه بعد ذلك، وهذا قول أبي بكر بن خزيمة من أئمة أهل السنة، وقد ذكر القاضي أبو يَعْلَى نحوه في حديث إتيانه - سبحانه وتعالى - لهم في الموقف، في الحديث المشهور.

الثالث: أن الكفار يرونه رؤية تعريف وتعذيب - كاللص إذا رأى السلطان - ثم يحتجب عنهم ليعظُم عذابُهم ويشتد عقابهم، وهذا قول أبي الحسن بن سالم وأصحابِه وقول غيرهم؛ وهم في الأصول مُنتسِبون إلى الإمام أحمد بن حنبل، وإلى سهل بن عبد الله التستري» (١).


(١) مجموع الفتاوى (٦/ ٤٨٧ - ٤٨٨).

<<  <   >  >>