للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَهَذَا التَّقْدِيرُ التَّابِعُ لِعِلْمِهِ سُبْحَانَهُ يَكُونُ فِي مَوَاضِعَ جُمْلَةً وَتَفْصِيلًا؛ فَقَدْ كَتَبَ فِي اللَّوْحِ المَحْفُوظِ مَا شَاءَ، وَإِذَا خَلَقَ جَسَدَ الجَنِينِ قَبْلَ نَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ؛ بَعَثَ إِلَيْهِ مَلَكًا, فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ, فَيُقَالُ لَهُ: اكْتُبْ رِزْقَهُ, وَأَجَلَهُ, وَعَمَلَهُ, وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، وَنَحْوَ ذَلِكَ، فَهَذَا التَّقْدِيرُ قَدْ كَانَ يُنْكِرُهُ غُلَاةُ الْقَدَرِيَّةِ قَدِيمًا, وَمُنْكِرُوهُ الْيَوْمَ قَلِيلٌ.

وَأَمَّا الدَّرَجَةُ الثَّانِيَةُ؛ فَهِيَ مَشِيئَةُ اللهِ النَّافِذَةُ, وَقُدْرَتُهُ الشَّامِلَةُ, وَهُوَ الْإِيمَانُ بِأَنَّ مَا شَاءَ الله كَانَ, وَمَا لَمْ يَشَا لَمْ يَكُنْ, وَأَنَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ حَرَكَةٍ وَلَا سُكُونٍ؛ إِلَّا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ, لَا يَكُونُ فِي مُلْكِهِ مَا لَا يُرِيدُ, وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ مِنَ الْمَوْجُودَاتِ وَالْمَعْدُومَاتِ، مَا مِنْ مَخْلُوقٍ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ إلَّا اللهُ خَالِقُهُ سُبْحَانَهُ، لا خَالِقَ غَيْرُهُ

الشرح

التغيير والتبديل والزيادة والنقص.

٣ - مشيئته الشاملة لكل ما يحدث، فلا يخرج عنها شيء، وهو الإيمان بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، يعني: كل موجود وجد بمشيئته، وكل معدوم فُقِد بمشيئته جل وعلا، هذا عموم لا يخرج عنه شيء.

٤ - إيجاده لكل المخلوقات، وأنه الخالق سبحانه وما سواه مخلوق.

وهناك تقسيم للقدر من حيث الزمن، وأنه على أربعة تقديرات هي:

الأول: التقدير العام: وهو تقدير الله لجميع الأشياء، كما في قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الحج:٧٠].

<<  <   >  >>