قوله:«وَدِينِ الحقِّ» المراد به العمل الصالح؛ لأن الدين هو: العمل، أو الجزاء على العمل؛ فمِن إطلاقه على العمل قولُه تعالى:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: (١٩)]. ومن إطلاقه على الجزاء قوله تعالى:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} [الانفطار: (١٧)].
قوله:«لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ» نوع اللام هنا للتعليل، أي: كي يظهره على الدين كله.
وأين يعود الضمير في قوله:«لِيُظْهِرَهُ»؟
قال أكثر أهل العلم: هو عائد على الدين، وقال جماعة: إنه عائد على الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا مانع من القول بهما؛ لأن هذا الدين جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فهما متلازمان فنصرة هذا وظهوره نصرة لذاك.
فتكون هذه الرفعة وهذا الظهور الذي كتبه الله شاملًا للرسول ولدين الإسلام الذي جاء به، فمَن تمسَّك بهذا الدين الحق فسيظهره الله وينصره كما قال تعالى:{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر: (٥١)].
قوله:«وَكَفَى بالله شَهِيدًا» أي: شاهدًا للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه حق، وهو سبحانه ناصره ومُظهِرُه.