للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَأَحْسَنُ حَدِيثًا مِنْ خَلْقِهِ، ثُمَّ رُسُلُهُ صَادِقُونَ مُصَدَّقُونَ [أو مَصْدُوقون]، بِخِلَافِ الَّذِينَ يَقُولُونَ عَلَيْهِ مَا لَا يَعْلَمُونَ.

الشرح

قوله: «ثُمَّ رُسُلُهُ صَادِقُونَ مُصَدَّقُونَ» الصدق: مطابقة الخبر للواقع.

وقوله: «صَادِقُونَ»: أي بما جاءوا به عن الله - سبحانه وتعالى -.

«مُصَدَّقُونَ»: أي أن ما أُوحي إليهم صدق، وفي نسخة «مَصْدُوقون»، والمصْدُوق: من أوحي له بصدق، يعني أن مَن بلَّغه صدَق فيما بلغه، وعلى ضبطها بالتشديد «مُصَدَّقون»: أي من البشر، والذين يصدقونهم هم أتباعهم من المؤمنين بالرسل.

والخلاصة: أن الرسل عليهم السلام مَصْدوقون في كل ما أوحي إليهم، فلم يكذبهم الذي أرسلهم وهو الله، ولم يكذبهم الذي أرسل إليهم وهو جبريل، وأيضًا لم يكذبهم أتباعُهم من المؤمنين، ويمكن أن يصح وجه آخر في نسخة «مُصَدَّقُون» بأن الله صدَّقهم بقوله وفعله.

أما تصديقه لهم بالقول فجاء في آيات كثيرة؛ قال تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ} [المنافقون: (١) وقال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ} [الأحزاب: (٤٠)]؛ فصدَّق اللهُ رسولَه بالقول.

وأما تصديقه لهم بالفعل فبالتمكين الذي كان للنبي صلى الله عليه وسلم، وظهور دينه على الأديان كلها، وما آتاه الله من الآيات والمعجزات وأعظمها القرآن، وهو أعظم معجزة على الإطلاق من لدن آدم إلى أن تقوم القيامة.

قوله: «بِخِلَافِ الَّذِينَ يَقُولُونَ عَلَيْهِ مَا لَا يَعْلَمُونَ» وهم أهل التحريف؛ لأن أهل التحريف قالوا على الله بلا علم، وهؤلاء الذين يقولون على الله بلا

<<  <   >  >>