للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَلَا عُدُولَ لِأَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ عَمَّا جَاءَتْ بِهِ المُرْسَلُونَ؛

الشرح

والصفاتُ على قسمين: صفات ثبوتية، وصفات سلبية.

فالصفات الثبوتية: كل ما أثبته الله تعالى لنفسه، وجميعُها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه. أما الصفات السلبية: فهي الصفات التي نفاها الله تعالى عن نفسه من صفات النقص والعيب، وسيأتي التفصيل في شرح القواعد المثلى.

قوله: «فَلَا عُدُولَ لِأَهْلِ السُّنَّةِ وَالجمَاعَةِ ... » هذه الجملة تعليلية لما سبق؛ إذ ذكر رحمه الله مذهب أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات، ثم علل لذلك بأنه هو الحق؛ لأنه هو الذي جاءت به الرسل، وأنزلت به الكتب، وشهدت به العقول السليمة، هذه ثلاثة طرق عرفنا بها «مذهب أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات».

قال ابن القيم في «نونيته»:

وإِذَا تَأَمَّلْتَ الوُجُودَ رَأَيْتَهُ ... إِنْ لَم تَكُنْ مِنْ زُمْرَةِ العُمْيَان

بِشَهَادَةِ الإِثْبَاتِ حَقًّا قَائِمًا ... للهِ لا بشَهَادَةِ النُّكْرَان

وَكَذَاكَ رُسْلُ اللهِ شَاهِدَةٌ بِهِ ... أَيْضًا فَسَلْ عَنْهُمْ عَلِيمَ زَمَان

وَكَذَاكَ كُتْبُ اللهِ شَاهِدَةٌ بِهِ ... أَيْضًا فَهَذَا مُحْكَمُ القُرْآن

وَكَذَا العُقُولُ المُسْتَنِيرَاتُ الَّتي ... فَيهَا مَصَابِيحُ الهُدَى الرَّبَّاني

<<  <   >  >>