للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقفة قرآنية من درس حنين:

روى البيهقي في الدلائل: «أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: لَنْ نُغْلَبَ مِنْ قِلَّةٍ» (١)، فحصلت لهم الهزيمة عندما اعتمدوا على أنفسهم وقوتهم، قال تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة: (٢٥)]، حصل هذا للصحابة رضي الله عنهم، مع جلالة قدرهم وعلو منزلتهم.

فاحذر يا طالب العلم أن تعتمد على حفظك أو ذكائك أو قدرتك، بل استعن بربك وتوكل عليه، والتوكل يجب أن يكون على الله تعالى وحده؛ {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة:٢٣].

هل التوكل على غير الله حرام مطلقًا، أو فيه تفصيل؟

الجواب: فيه تفصيل على عدة حالات:

الحالة الأولى: أن يتوكل على غير الله توكلَ اعتماد وتعبد، فهذا شرك أكبر.

الحالة الثانية: أن يتوكل على غير الله تعالى بشيء من الاعتماد، لكن مع الإيمان بأنه سبب من الأسباب، كتوكل بعض الناس على الملوك والأمراء لتحصيل المعاش، فهذا نوع من الشرك الأصغر.


(١) دلائل النبوة للبيهقي (٥/ ١٢٣).

<<  <   >  >>